الحمد لله الكريم المنان، الذي هدانا للإيمان و فضل ديننا على سائر الأديان و أكرمنا بخير خلقه رسولا، محمد صلى الله عليه و سلم، و بالقرآن معجزة مستمرة على تعاقب الأزمان، تحدى بها الإنس و الجان و أفحم بها جميع أهل الزيغ و الطغيان و جعله ربيعا لقلوب أهل البصائر و العرفان؛
أما بعد،
فإن القرآن العظيم حبل الله المتين، و نوره المبين، هو الفصل ليس بالهزل، لا يمله العلماء و لا يشبع منه الأتقياء، من قال به صدق، و من حكم به عدل، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم؛
من جعله إماما قاده إلى رضا الله و رضوانه، من أراد الدنيا فعليه بالقرآن و من أراد الآخرة فعليه بالقرآن، و من أرادهما معا فعليه بالقرآن؛
لذا وجب العناية به تلاوة و تجويدا، حفظا و وعيا، تدبرا و فهما، تعظيما و تقديرا، عملا و تطبيقا و نشرا و تعلما و تعليما.